العرض في الرئيسةفضاء حر

رسالتان من السعودية والإمارات

يمنات

حسين الوادعي

حمل لنا بريد الأحداث العاصفة رسالتين متناقضتين:سعودية واماراتية.
أما الرسالة الإماراتية فكانت إعلان وزير الدولة الإماراتي انور قرقاش ان العمليات العسكرىة الإماراتية في اليمن انتهت “عمليا”.

وأما السعودية فكانت تهديد الناطق العسكري للتحالف أحمد عسيري باقتحام صنعاء في حال فشل المفاوضات.
لكن هل هما متناقصتان فعلا؟

لنتفق أولا ان الجمهور المستهدف من الرسالة واحد وهو المجتمع الدولي المتمثل في الدول العشر. واما الهدف من الرسالتين فهو واحد أيضا: الضغط من أجل الحل السياسي مع ابقاء عصا التدخل العسكري مرفوعة لوقت الضرورة.

لكننا هنا يجب ان نفرق بين الإمارات كطرف مسترخ عسكريا أنجز كل المهمات التي على عاتقه بكفاءة فأخرج الحوثيين من الجنوب وتخلص من سيطرة القاعدة وصار صاحب الكلمة العليا في القرار، وبين السعودية كطرف يعيش حالة تعثر عسكرية وسياسية وأخلاقية بعد أن فشل في تحرير اي محافظة في الشمال باستثناء أجزاء من مأرب وارتبك في حماية حدوده ويعيش صراعا داخليا بين الملك وولي العهد فيما يتعلق بحرب اليمن.

الرسالتان ليستا متناقضتان لكنهما مزدوجتان تحملان خيارات السلم والحرب معا.
الإمارات تقول أننا نسيطر على الأرض ولم يعد لدينا معارك كبرى وخيار السلام متاح لكننا سنستمر مع التحالف في حالة الضرورة.

والسعودية تقول أنها أوقفت الحرب لإتاحة المسار للسلام لكنها لن تتردد في حالة الفشل.
الرسالة السعودية موجهة للولايات المتحدة لتتحدى الفيتو الأمريكي ضد اقتحام صنعاء. كما انها موجهة للحوثي-صالح حتى لا يلعبا دور المنتصر والمسيطر على الأرض في المفاوضات.
مضمون الرسالتين أن مفاوضات الكويت وصلت مرحلة حرجة وتجمدت في أفق مسدود لم تنفع معه كل الضغوط الإقليمية والدولية.

لكن العودة للحرب خيار مجهول أيضا في الحالتين. في حالة نجاح التحالف في اقتحام صنعاء وبالتالي تدمير الجهاز الإداري للدولة وإسقاط المحافظات كلها في حالة فوضى.
أو في الحالة الأخرى عودة القتال دون انتصار فعلي لأي طرف في حرب مفتوحة على جبهات متعددة ستؤدي الى تعقيدات جديدة لم يعد يحتملها اليمن.

رسالتان متناقصتان ظاهرا متشابهتان جوهرا تحملان من وعيد الحرب أكثر مما تحملان من وعود السلام.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى